وزير الأوقاف يكتب : حكمة القائد
الكمال لله وحده ، والعصمة لأنبيائه ورسله ، والعلم المطلق ليس إلا للحق سبحانه وتعالى ، غير أن الله (عز وجل) يؤتي من الحكمة ما يشاء لمن يشاء وقت ما يشاء ، وذلك فضل الله (عز وجل) الذي لا دخل لبشر فيه ، ولا حرج في فضل الله على عباده .
والحكمة هي معرفة حقائق الأمور والأشياء على ما هي عليه قدر المستطاع ، والحكمة ليست فهلوة ، إنما هي خبرة وحنكة وتجربة وعلم ومدارسة ودربة وطول مراس ، وإن شئت فقل : جماع خبرات المرء ومعارفه وتجاربه العامة والخاصة وحصيلة معلوماته الدقيقة التي تمكنه من رؤية الأشياء على حقيقتها وطبيعتها قدر المستطاع البشري ، فتكون قرارات الحكيم وتصرفاته مبنية على العلم والدراسة والخبرة والتجربة ومعرفة الخصم وقدراته ، والقدرة على تمييز الصديق من العدو ، واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ، فيكون الصمت في موضعه لديه أبلغ من الكلام ، فإن احتاج الموقف إلى البيان لم يتأخر البيان عن وقت الحاجة ، وقد يكون البيان بالقول أو بالفعل أو بهما معا .
هذه الحكمة المبنية على العلم هي التي تحلى ويتحلى بها سيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي في مواجهة المخاطر والتحديات الداخلية والخارجية .
وهذا هو ما ترجمه سيادته واقعا ملموسا عندما قال : إن الصبر ليس ضعفا ولا ترددا ، نعم هو حكمة ورباطة جأش في وقته ، ولذا يقولون : فلان حكيم ، أما حين يقتضي الأمر البيان ، فليس بالقول وحده ، إنما هو المقال المصحوب بالبيان العملي والكلام الدقيق المحدد ، الذي صدقه الخارج والداخل على حد سواء ، وأخذه الجميع مأخذ الجد ، لوضوح نبرة الصدق فيه ، ذلكم هو الحديث الشجاع الذي أسعد المصريين جميعا كما أسعد كل شرفاء الأمة العربية الذين تَتابع تأييدهم لسيادته وللحق المصري ، وما كان الموقف المصري ليحظى بهذا التأييد العربي والدولي الواسع لولا عدالة الموقف المصري وحكمة سيادة الرئيس .
وختاما نقول لسيادة الرئيس (حفظه الله) : سر على بركة الله ونحن معك عن يمينك وعن شمالك ومن خلفك ، فخلف سيادتك وخلف قواتنا المسلحة الباسلة مائة مليون مصري شريف كلهم جنود مصر وأبناؤها الأوفياء ، وهم جميعا خطوط إمداد حقيقية لقواتنا المسلحة الباسلة في ظل قيادتكم الحكيمة ، فمعدن هذا الشعب العظيم تظهر عظمته وأصالته بقوة وقت الشدائد وفِي مواجهة المحن ، فشعارنا جميعا : الشجاع يموت مرة واحدة والجبان يموت ألف مرة ، ونموت نموت وتحيا مصر ، تحيا مصر ، تحيا مصر .
أ.د / محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف